حتى أنتِ يا باربي ؟! .. "إنها مسألة ثقة"

حتى أنتِ يا باربي ؟! .. "إنها مسألة ثقة"

لعبة باربي الشهيرة مثال على الموديل الجميلة، والتي تقف كثير من النسويات ضد النموذج الذي تمثله من أن المرأة هي لعبة وعليها أن تكون نحيلة أنيقة جميلة وتلبي كل طموحات الرجل وخيالاته الجنسية.

 

ولكن ان ظهرت باربي بحلة جديدة تماما وكما لم تريها من قبل، امرأة معنفة تتعرض للضرب والإهانة الجسدية وربما التحرش الجنسي والقتل.

 

هذه الباربي ليست فكرة الشركة المصنعة بلا شك، ولكنها فكرة الفنانة سام هامفريس التي لونت وجه اللعبة المثالي وجعلتها تبدو وكأنها تعرضت للعنف والضرب. أطلقت سام على مشروعها اسم “إنها مسألة ثقة”، وتقول عن المشروع إنه يطمح أن يجعل صورة العالم حقيقية في عين الأطفال، وهي بعيدة عن الصورة المثالية للعبة باربي، ولا يجب أن يظل الكبار يلقنون الصغار أن العالم مكان محمي ومثالي لهم.

 

وعن ذلك تقول: حين كنت صغيرة علمني الكبار أن كل شيء مثالي وعلى خير مايرام وأتذكر كيف كنت طفلة محمية تمام من أي واقع مؤلم يعيشه الكبار.

 

سام تبلغ من العمر 41 عاما وتدرس الفن المعاصر في بريطانيا، وقد استخدمت عشرة من ألعاب باربي لمشروعها. بعض الدمى تظهر بكدمات زرقاء وسوداء وبعضهن تظهر وكأنها مريضة وبعضهن قد ضربت حتى الموت. إنه نوع من التجهيز الذي يريد أن يقول شيئا عن العنف ضد المرأة، وهو عنف تعيشه النساء في كل بقاع الأرض شرقها وغربها. وتتناول الصحافة كل يوم قصة امرأة مغتصبة أو قتيلة أو معنفة،

 

وتضيف: ابنتي بعمر الثماني سنوات شاهدت إحدى نماذج الباربي وهي مدفونة في العمل، وشاهدت الأخرى بالرضوض وفهمت أن هناك أناسا في العالم ليسوا جيدين مع الأشخاص الآخرين، وأن هذه الأمور قد تحدث ولا بد أن نعرف كيف نتعامل معها. أنا ضد إيهام الطفل بأن العالم مكان للخير فقط، عليه أن يعرف شيئا بسيطا عن الواقع المؤلم الذي يعيشه الراشدين فهذا ما يحميه فعلا وليس العكس. من جهة أخرى، يعتقد خبراء التربية وعلماء النفس أن الألعاب هي أفضل جسر لبناء تواصل مع الطفل ومحاورته بشأن أي شيء في العالم واية قيمة نريد أن نعلمه شيئا عنها من الخير والشر