كراهية إنجاب البنات والثقافة الذكورية لا تزال تسيطر على مجتمعاتنا

كراهية إنجاب البنات والثقافة الذكورية لا تزال تسيطر على مجتمعاتنا

الواقع الذي نعيشه يؤكد أن هناك ثقافة ذكورية لا تزال تسيطر على مجتمعاتنا العربية ولم تنجح جهود التوعية الدينية والاجتماعية والإعلامية في تغييرها، فما زال الآباء يفضلون الذكور، ويرون أن إنجاب البنات عبء ثقيل عليهم، بل إن بعض الآباء الذين يعيشون في مجتمعات تحكمها عادات وتقاليد متوارثة يشعرون بالخجل لإنجاب البنات .

وهذه السلوكيات الخاطئة من الآباء والأمهات تكرس الثقافة الذكورية التي يجب أن نحاربها لتستقر بيوتنا، فالمرأة عنصر مهم في المجتمع، ولا يمكن أن تستقر حياة رجل من دون زوجة تشاركه يومياته أو ابنة تملأ عليه حياته.

استقبلت مؤسسة حماية للمرأة والطفل حالة لأسرة تعاني من التعنيف الذي يمارسه الأب اتجاه زوجته وبناته بسبب رغبته في إنجاب ذكر لتحقيق حلم والدته التي تتدخل بأدق تفاصيل شؤون منزله.

تتعرض الزوجة وبناتها للعنف الجسدي واللفظي والعاطفي بالإضافة الى الهجران والتقصير المادي من قبل الزوج رغم أنه مقتدر مادياً، ومع ذلك بذلت الزوجة مجهوداً كبيراً للحفاظ على هذه العلاقة دون اللجوء الى الانفصال في محاولات حثيثة منها للحفاظ على الأسرة، ووقفت الى جانب زوجها في محنة مادية ألمت به لمدة أربع سنوات سابقاً، فما كان من الزوج إلا أن كافأها بالزواج بامرأة أخرى وهجرانها.
تذكر الزوجة محاولاتها اليائسة مع الأطباء لإنجاب طفل ذكر ومتابعتها الدائمة للموضوع إلا أنها مشيئة الله التي لا يعي الزوج منها شيئاً فيقوم بزيارة منزله بين الحين والآخر لتهديدها هي والبنات وضربهن ضرباً مبرحاً والإساءة لهن لفظياً، حيث أثر ذلك بشكل كبير على الصحة النفسية للفتيات فتعاني إحداهن من التبول الا ارادي وضيق التنفس وتعاني الأخرى من الضعف في تحصيلها الدراسي وتعاني الصغيرة من نوبات هلع وذعر وأرق أثناء النوم.

قامت الأم بتغيير مفتاح الشقة لخوفها الدائم من قدومه وإيذائها وبناتها، وبسبب يأسها وايقانها بأن الحياة معه باتت مستحيلة تقدمت برفع دعوى طلاق واجهها الزوج بسلك طرق ملتوية لإقناع القضاء وتقديم أسباب ليس لها أساس من الصحة جعلت القضية تميل لكفه، وبناءً عليه قامت الزوجة باستئناف القضية ولجأت أخيراً الى مؤسستنا طالبة منا توفير الأمان لها ولبناتها لحين النطق بحكم القضاء.

تتابع المؤسسة مع البنات جلسات نفسية علاجية من قبل الاستشاري النفسي التربوي.

كما حضر الزوج الى مكتب المستشار القانوني الخاص بالمؤسسة ووقع مع زوجته على اتفاقية تلزمه بدفع النفقة ورعاية لبنات أصولاً ومتابعة تحصيلهم العلمي كما وعد بحضور جلسات تثقيفية