يُعتبر العنف الزوجي ظاهرة اجتماعية ونفسية، تحدث في جميع الثقافات والتوجهات والتقاليد والأعراف، فهو لا يتعلق بالمستوى الاقتصادي أو التعليمي للأسرة والخلفيات المورثة والأعمار، وتُعدّ ظاهرةً خطيرةً وسلبيةً في مجتمعنا لما تحمله من تهديدِ لكيان المرأة.
– ضرب مبرح وتهديد بالقتل
قصتنا اليوم عن دانا (اسم مستعار) ابنة العشرين ربيعاً التي حضرت الى مؤسستنا مع طفلها البالغ من العمر 5 أشهر ويبدو على وجهها آثار الضرب المبرح من الزوج ادى الى حدوث كسر في اليد اليمنى وكدمات متفرقة في جميع انحاء جسدها.
كانت الحالة تبحث عن مبلغ مالي لتتمكن من دفع المبالغ المالية المترتبة عليها بسبب تأخر زوجها في اصدار اقامتها داخل الدولة لتتمكن من العودة الى بلدها لدى ذويها، وبعد فهم التفاصيل منها افادت انها تشعر بالخوف لان حياتها مهددة بالخطر بسبب تهديد زوجها لها بالقتل.
– إبلاغ ثم تنازل
بدأت دانا الحديث عن تعرضها للتعنيف الوحشي من قبل زوجها حيث ذكرت أنها تعرضت للضرب 16 مرة خلال شهرين فقط مما جعلها تقوم بالإبلاغ عن زوجها في إحدى المرات لكنها سرعان ما تنازلت عن الإبلاغ بعد تجاوبه وتوقيعه على تعهد بعدم التعرض لها مجدداً لتتيح الفرصة لحياة زوجية تحلم بها ولتحافظ على زواج نتج عنه طفل جعلها تعيد النظر في واقعها فهي لا تريد لابنها أن ينشأ بعيداً عن والده في حال حدوث الطلاق ولا أن تتسبب في تشتت العائلة
– الحلم الوردي لم يكتمل
لكن يبدو أن حلم دانا الوردي بأسرة سعيدة لم يدم طويلاً بل وتحول الى كابوس حقيقي بعد معاودة زوجها ضربها وتعنيفها بشكل فاق حدود طاقتها وجعلها هذه المرة تصل الى حد اللا عودة لتلجأ الى مؤسسة حماية للمرأة والطفل وتطلب الطلاق وعدم العودة اليه مجدداً بعدما وصلت به الأمور الى تهديد ذويها بقتلها بدم بارد.
وبعد اطلاع سمو الشيخة عزة بنت راشد النعيمي رئيس مؤسسة حماية للمرأة والطفل على واقع الحالة أمرت بإيواء الحالة في احدى دور الايواء التابعة لمؤسستنا، وتقديم الرعاية الكاملة لها ولطفلها.
وتم استدعاء زوج الضحية للتحقيق معه في الواقعة.
القوة الحقيقية للمرأة هي أسرتها، فإذا صانت الأسرة المرأة بشكل حقيقي، وكان الزوج داعماً وقريباً من زوجته، فسيكتب لهذه الأسرة النجاح في تحديات الحياة ومواجهة المطبات بقوة وصبر، لكن إن أغفل الزوج دوره في حماية زوجته بالدرجة الأولى وقيامه بتصرفات سيئة جداً تصل الى التعنيف والضرب المبرح وحتى التهديد بالقتل، حينها ستتحول هذه الأسرة إلى سجن يضم شتات عائلة.
وأخيراً.. يقول الفيلسوف الألماني كارل ماركس: لمعرفة مقدار تقدم أو تخلف أي مجتمع، ما عليك سوى معرفة مكانة المرأة.