تعيش سارة (اسم مستعار لحماية الهوية)، البالغة من العمر 22 عاماً، في صمت مرير تحت ظلال العنف الأسري المتواصل. منزلها لم يعد مأوى للسلام والأمان، بل أصبح مسرحًا لسلسلة من الإهانات والضربات القاسية التي تطالها يومياً من قبل زوجها الأصغر منها بسنتين ووالدته.
تصف سارة تلك اللحظات بأنها ليست أكثر من كوابيس متكررة، حيث تتعرض للضرب والمذلة والإهانات اللفظية القاسية دون توقف. تروي: “كلما حاولت أن أتحدث أو أعبر عن مشاعري، كانت العقوبة هي الرد الوحيد الذي أتلقاه، لم أعد أستطيع تحمل الألم والخوف، وإن تكلمت لأمي يقوم باتهامي بإفشاء أسرار بيتنا.”
وتعد تلك الحالة مثالاً لواقع العديد من النساء اللاتي يتعرضن للعنف الأسري ويجدن أنفسهن عالقات في دوامة من الإهانات والضربات، بينما يعجزن عن الخروج من هذا الجحيم نتيجة للخوف والضغوط النفسية.
يقوم الزوج بالعديد من الانتهاكات في حق زوجته حيث يحتجز جميع أوراقها الثبوتية وحرمها من حقها في المهر البالغ 50 ألف درهم كما أنه حاول إجبارها وإرغامها على توقيع مستندات تتنازل فيها عن جميع حقوقها إلا أنها رفضت التوقيع، وبات من الواضح عند مقابلة الحالة أنها تكن حباً كبيراً لزوجها وخوفاً كبيراً منه في نفس الوقت، وصمتها القسري هو لحماية طفلها حيث أن سارة حامل بالشهر الخامس ولا تريد أن تتفاقم المشكلات أكثر خوفاً على طفلها وحفاظاً على الأسرة التي تحاول بناءها، إلا أن سارة تتمنى أن يصل صوتها إلى من يمكنهم مساعدتها وإنقاذها من هذا الجحيم الذي تعيشه. لذا، لجأت إلى مؤسسة حماية لطلب المساعدة والدعم لكي تستعيد حقها في الحياة الكريمة والخالية من العنف.
تم عرض الملف كاملاً على سمو الشيخة عزة بنت راشد النعيمي رئيس مؤسسة حماية للمرأة والطفل وأمرت سموها على الفور بإخراج الزوجة بالقوة من منزل الزوج وحمايتها وإيوائها في إحدى دور الإيواء التابعة لمؤسستنا، وطلبت سموها بمواجهة الطرفين في مكتبها بمحاولة للإصلاح حيث اشترطت على الزوج توقيع تعهد شديد اللهجة بعدم التعرض لسارة بعد الآن وإعادة جميع الأوراق الثبوتية وحقها في مقدم المهر غير المقبوض حتى اللحظة بالرغم من مرور مايقارب السنة على زواجهما، مقابل أن تعود سارة الى بيت الزوجية في محاولة لبناء واقع جديد لأسرة تنتظر مولودها الأول.
تمثل حالة سارة دعوة ملحة للمجتمع والجهات المعنية للتدخل الفوري لإنقاذها وحمايتها، وضمان توفير بيئة آمنة ومناسبة لها ولجميع النساء اللواتي يعانين من العنف الأسري.