الشك والحب لا يجتمعان في بيت واحد… إيمان راسخ في ذهن العديد من الأزواج الذين يؤمنون بأنّ الشك يقتل المودّة والعاطفة، ويدمّر الرحمة بين أفراد الأسرة الواحدة.
بين الشك والأمن والاستقرار، فرق شاسع يشبه جغرافياً الاختلاف بين القطبين الشمالي والجنوبي. لكن هل يوجد حب لا يدخله أي نوع من الشك؟ الشك هو الغيرة السيئة يؤكد علماء النفس والاجتماع أنّه في لحظة دخول الشك إلى قلب الحياة الزوجية، سرعانَ ما تنقلب الأخيرة رأساً على عقب.
الحياة مع الشك لا تطاق خصوصاً إذا كان الزوج هو الطرف الشكاك. هذا الشعور بمثابة تحويل تفكير أحد الزوجين في اتجاه غير سوي بحيث يتوقع من الطرف الآخر الأذى والضرر والاضطهاد.
ويُعتبر الشك أيضاً مرضاً نفسياً أو اجتماعيا وقد ينتج عن سوء فهم لبعض المواقف التي تقع بين الزوجين وتتسبّب في عزوف أحد الزوجين ورفضه للآخر. فهو لا يأتي من فراغ وقد يكون لوجوده أسباب متعدّدة تبدأ بالغيرة المعتدلة وسرعان ما تتجاوز الحدود المشروعة بين الأزواج. وتتمثّل الغيرة السيئة في الشك وانعدام الثقة والقلق وظهور الهواجس والوسواس بالإضافة إلى التهوّر والتسرع في اتخاذ القرارات ومنها الطلاق أو الانفصال.
ومن أكثر الأسباب شيوعاً للشك بين الأزواج: الكذب غياب الثقة حتى بالنفس عدم الكفاءة انعدام لغة الحوار والتشاور ضعف الالتزام الديني الغياب عن المنزل والأسرة لساعات طويلة من دون مبرّرات الفراغ الاكتئاب والإحباط النفسي عدم مراعاة مشاعر الآخر كإعجاب الزوج بصديقات زوجته ومجاملتهنّ أمامها. التكنولوجيا قيام الزوجة بأفعال جريئة خصوصاً خلال العلاقة الحميمة بينها وبين زوجها ظناً منها أنها ستُسعده فيحدث الشك. أصدقاء السوء الذين لا يراعون أهمية وجود الأسرة فيعمَدون عن قصد إلى سرقة الزوج من زوجته وأبنائه والعكس. فقدان الاهتمام بالآخر. المقارنة بشخص آخر من الجنس نفسه (المرأة بالمرأة والعكس). وبعد، ينصح الطب النفسي والعلاجي الشكاك بالتروي وتحكيم العقل والاستفسار بعيداً عن العصبية قبل الاتهام، فمِن شأن الخطأ في هذه المواقف أن يَزرع الكراهية في نفس الطرف الآخر ويكسِر الحب والثقة، ما ينتهي بالانفصال.