تحت ضوء العنف: قصة صمود سيدة في مواجهة التعذيب والاستغلال

تحت ضوء العنف: قصة صمود سيدة في مواجهة التعذيب والاستغلال

 

تُعَدُّ قضايا العنف الأسري والتعذيب ظاهرة مستنكرة بشدة تستوجب التدخل العاجل والفعّال من قبل السلطات المختصة والمجتمع بأسره. وتعتبر النساء ضحايا للعنف الأسري في أكثر الحالات تأثيراً، حيث يتعرضن لتعذيب نفسي وجسدي على يد الشركاء أو أفراد العائلة.

في ضوء ذلك، تأتي حالة السيدة (تُحافظ على اسمها لحفظ خصوصيتها) كمثال يُظهر الألم الذي تتكبده النساء في مثل هذه الظروف. تعيش السيدة وسط بيئة من العنف الأسري الذي يمارسه زوجها المدمن على المخدرات والكحول. يعاني الزوج من إدمان يؤثر بشكل سلبي على سلوكه وتصرفاته، مما يترتب عنه تعرض السيدة لأشكال متعددة من التعذيب.

تعاني الحالة من كافة أشكال التعذيب حيث يقوم زوجها بضربها وإيذائها بشكل مباشر أو غير مباشر، مما يؤدي إلى إصابات جسدية وآثار نفسية. بالإضافة الى التهديدات والإهانات المستمرة، والتحكم في حريتها وقراراتها، وإحساسها بالخوف والاستسلام.

الجدير بالذكر أن الحالة أم لطفلين، وقد أفادت أنها مرت بظروف وضغوطات كبيرة خاصة بعد حملها من زوجها بطفلها الأول من دون زواج رسمي في البداية.

تشير المعلومات الجديدة إلى أن الحالة قامت بأخذ قروض بنكية تحمل عبئًا ماليًا كبيرًا، وقام زوجها بالاستيلاء على هذه القروض. يعتبر هذا السلوك ضمن سياق الاستغلال المالي والاقتصادي الذي يعاني منه العديد من النساء في حالات العنف الأسري.

بالإضافة إلى ذلك، قامت الحالة بترك عملها السابق وسعت للعثور على وظيفة بدخل أعلى، وهو خطوة تعكس رغبتها في الاستقلال المالي والقدرة على تحمل نفقاتها الخاصة ودعم زوجها إلا أنه وبوكالة منها للأسف يقوم بالتصرف بكل هذه المبالغ.

تُعَدُّ حالة السيدة مثالاً للتحديات الجسيمة التي تواجهها النساء في مواجهة العنف الأسري، وتستدعي تدخلاً عاجلاً وفعّالاً لحماية حقوقهن وسلامتهن الجسدية والنفسية. إلا أنها ليست معفاة من الخطأ حيث أنها قامت بالتقليل من شأنها بهذا الزواج منذ البداية مما جعل زوجها يتمادى في التعدي على حقوقها.

وبعد اطلاع سمو الشيخة عزة بنت راشد النعيمي رئيس مؤسسة حماية للمرأة والطفل على تفاصيل القضية أمرت سموها بإيواء الحالة في احدى دور الايواء التابعة لمؤسستنا وتوفير كافة الاحتياجات اللازمة لها ولطفليها، كما طلبت التواصل مع الحالة وتحديد موعد لها لمقابلة سموها في مكتبها في المؤسسة، وبعد اللقاء مع الحالة وزوجها أمرت سموها بأن يقوم الزوج بالتوقيع على تعهد شديد اللهجة، وعدم التعرض لزوجته بأي شكل من الأشكال.

إن حالة السيدة تعكس واقعًا مأساويًا يتعرض له العديد من النساء في مجتمعنا، حيث يتعرضن للتعذيب الجسدي والنفسي والاستغلال المالي على يد شركائهن. يستوجب التحدي الذي تواجهه السيدة استجابة فورية وفعالة من جميع الجهات المعنية، سواء كانت قانونية أو اجتماعية أو اقتصادية.