التنمر من داخل المنزل قطع علاقة الأم بابنتها

التنمر من داخل المنزل قطع علاقة الأم بابنتها

ترفض الحديث مع والدتها وتتجنب رؤيتها وتشعر بانعدام الراحة والأمان خلال تواجدها معها، نتحدث هنا عن طفلة وليس عن امرأة بالغة، اتخذت قرارها بالابتعاد التام عن والدتها، تبلغ من العمر 13 عاما وتعيش اليوم في كنف أبيها، فما الذي دفع بابنة الثلاثة عشر عاماً للهروب من أمها؟

من البديهي أن يتراءى لنا أن المنزل هو الملاذ الوحيد الآمن للهروب من جميع مشكلات الحياة فكيف هو الحال إن كانت هذه المشكلات تبدأ من داخل منزلنا وتقضي على أمان طفولتنا ببطء، نتكلم عن التنمر مراراً وتكراراً لكن هذه المرة الحالة مختلفة، فالتنمر بدأ من داخل المنزل ليس من خارجه وليس من أصحاب المدرسة أو جيران الحي بل من والدة الطفلة (ه.خ) التي كانت تتنمر باستمرار على مظهر ابنتها الخارجي وتضربها دون سبب وتعيد على مسامعها أوصافاً قاسية، الأمر الذي تفاقم الى ما لا تحمد عقباه واضطرنا الى التدخل ومحاولة إصلاح الحال بين الأم وابنتها.

وبعد محاولات عديدة من المستشار القانوني لمؤسسة حماية الأستاذ وفيق البابا والأخصائية الاجتماعية الأستاذة رامية السامرائي لإقناع الطفلة بالجلوس مع والدتها ومواجهتها طلبت الطفلة أن يكون الاجتماع بحضور والدها وممثلي المؤسسة ليعطيها نوعاً من الشعور بالأمان.

تمت المواجهة وأفادت الطفلة بجميع الأسباب التي تمنعها من الذهاب مع والدتها أو حتى رؤيتها والتواجد معها الأمر الذي ترفضه الطفلة رفضاً قاطعاً، لتقوم الأم بدورها بمحاولة الحديث مع ابنتها وكسب تعاطفها لكن الطفلة ترفض كل الرفض سماع والدتها أو حتى النظر اليها.

وعليه تم الاتفاق على إعطاء ممثلي مؤسسة حماية الوقت الكافي ليتمكنوا من تهيئة الطفلة نفسياً من خلال جلسات بواقع جلسة كل أسبوع لتصحيح أفكارها وجعلها تتقبل رؤية والدتها كإجراء أولي.